يأتي هذا الكتاب تكميلا لكتب هوبزباوم السابقة وهو صياغة لمجموعة مقالات نشرها إيريك فيما بين 1990 إلى 2006. وموضوع هذا الكتاب سياسي إلا أنه يتوزع إلى خمسة مواضيع تنتظمها عشرة فصول ومواضيع وهي: الحرب والسلم في القرن الحادي والعشرين، ماضي إمبراطوريات العالم ومستقبلها، طبيعة القومية وسياقها المتقلب، آفاق الديمقراطية الليبرالية، مسألة العنف السياسي والإرهاب.
ولا يغفل هوبزباوم عن كون هذه العناصر الخمسة تتفاعل في سياق يتسم بالتسارع المتواصل في المجالين التقني والاقتصادي المستندين إلى عولمة ما فتئت تداعياتها تتحكم في مصائر الشعوب والأمم في سائر قارات العالم.
وأصبحت المفاوضات والحلول لا تأتي بسلام وإنما بغياب مطول لمظاهر القتال وهذا ما يؤكد اختلاط مفهومي الحرب والسلم الذي طبع القرن العشرين حيث يؤكد هوبزباوم أنه لا يوجد إطلاقا أي نزاع مسلح حدث في القرن العشرين وانتهى بتسوية مستقرة.
ويمتاز القرن العشرين بكون مفهومي الحرب والسلم قد شهدا فيه تغيرا جذريا وأحدثا قطيعة مع المفهوم التقليدي لهذين المصطلحين. ولم تعد الحرب تبدأ بإعلان عمل عسكري وتنتهي بتوقيع اتفاقية سلام بل اختلط المفهومان إذ نجد فترات زمنية في هذا القرن لا هي فترات سلم ولا فترات حرب بالمفهوم التقليدي (وضعية العراق قبل حرب الخليج خير مثال على ذلك، وكذلك العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين).
ومما زاد من تعقيد مسألة الحرب والسلم أن القوة أصبحت بيد الدول وليست بيد المؤسسات الدولية. ويقترح هوبزباوم ضرورة التخلص من خطاب الحرب الباردة وفرضياتها الإيديولوجية وسياسية، خصوصا في ظل إخفاق فرض النظام العالمي الجديد بواسطة قوة أحادية، فضلا عن تقوية وظيفة المؤسسات الدولية (الأمم المتحدة وغيرها).
ويرى أن نشر الديمقراطية الليبرالية لن ينجح لأنها تهدد وحدة القيم العالمية. كما تناول ظاهرة الإرهاب السياسية الديني بالتحليل والقراءة.
المؤلف: إيريك هوبزباوم
ترجمة: أكرم حمدان ونزهت الطيب
الناشر: مركز الجزيرة للدراسات+الدار العربية للعلوم
السنة: 2009
عدد الصفحات: 141
No comments :
اضافة تعليق
الرجاءالتعليق باللغة العربية الفصحى