مخيم اكديم إيزيك، الذي أراده الانفصاليون وممولوهم الخارجيون أن يتحول إلى معركة إعلامية تستقطب القنوات العالمية وتمرر فيه الصور المقرصنة من حروب الشرق الأوسط على أنها صور من العيون، وأن يظهر قوات حفظ الأمن بمظهر تنطبق عليه نتائج تلك الصور، كان تفكيكه بطريقة احترافية من قبل السلطات العمومية، رغم أنها أدت الثمن بفقدان فرد من قوات الأمن والوقاية المدنية، ناهيك عن المصابين بجروح، وهو الثمن الذي كان واجبا وطنيا في سبيل إحباط المخطط الخارجي، كما أظهر من جهة أخرى الفشل الذريع الذي منيت به مخططات المغرر بهم الخارجيين، سيما عند إيقاف المشتبه فيهم وحجز مبالغ مالية من العملة الأجنبية بالأورو والدينار الجزائري بحوزتهم، إضافة إلى الأسلحة البيضاء والقنابل اليدوية وغيرها.
تناسل الإشاعات
كانت السلطات في البداية جادة في فتح الحوار مع المحتجين الذين يرفعون مطالب اجتماعية صرفة، وكانت في الآن نفسه إشاعات تتناسل في المدن المجاورة، تحث من يرغب في الاستفادة من المنافع والامتيازات بالتوجه إلى مخيم اكديم إيزيك للاعتصام به، ومن ضيع الفرصة لن يجد أخرى أحسن.
انطلقت الأشكال الاحتجاجية منذ 27 شتنبر 2010، عندما بدأت أولى محاولات نصب 9 خيام بمنطقة خلاء بجنوب شرق العيون، وحمل أصحابها مطالب اجتماعية صرفة تتعلق ب 44 حالة اجتماعية في مجالات السكن والشغل، فتح إثرها حوار تمت فيه الاستجابة إلى تلك المطالب، لترفع الخيام ويعود شاغلوها إلى حال سبيلهم، لكن ذلك كان بمثابة الشرارة التي سينتج عنها تفريخ خيام جديدة بعد يومين من تفكيك النواة الأولى.
في يوم 29 شتنبر، ظهر 108 مطالب اجتماعية جديدة، لم تتمكن السلطات من تسويتها والاستجابة إليها بسبب توتر الأجواء، إذ حينها ظهرت بوادر الشك في أن أيادي خفية تسارع الزمن لشحن الأجواء وإيصال الحوار إلى الباب المسدود. لتتناسل الخيام بعد ذلك بإضافة 10 شرق العيون، في غير المكان الأول، تم تفكيكها، لتظهر 15 أخرى، لكن هذه المرة في اتجاه طرفاية، وفي الوقت نفسه برز إلى الوجود مخيم إكديم إيزيك، الذي شيد على بعد 15 كيلومترا من العيون نحو طريق السمارة، وهو المخيم الذي توسع بشكل سريع، إذ خلال يوم واحد شيدت 300 خيمة، وبرز أشخاص على السطح عهدت إليهم قسرا عملية التنظيم.
كانت السلطات في البداية جادة في فتح الحوار مع المحتجين الذين يرفعون مطالب اجتماعية صرفة، وكانت في الآن نفسه إشاعات تتناسل في المدن المجاورة، تحث من يرغب في الاستفادة من المنافع والامتيازات بالتوجه إلى مخيم اكديم إيزيك للاعتصام به، ومن ضيع الفرصة لن يجد أخرى أحسن.
تناسل الإشاعة واكبه توافد أعداد كبيرة من المواطنين طمعا في تحقيق الوعود سالفة الذكر، وكان المخططون يروجون الإشاعات لهدف في نفس يعقوب، سيتجلى فيما بعد ليصبح الداخلون إلى المخيم رهائن في يد المخططين. نصب المخيم بشكل محكم يتعذر معه تدخل السلطات، إذ أقام المخططون، حسب ما خلص إليه تقرير، جدار أمنيا مكونا من الخيام لتحصينه واستعملوا ذروعا بشرية تتكون من المسنين والنساء والأطفال حتى يتم إحراج السلطات، وعند تدخلها تجد أمامها العاجزين، ما قد ينجم عنه ربح عاطفي، وجذب أنظار المنظمات الحقوقية.
وانتظم المخططون في الصفوف الخلفية يحكمون سطوتهم على الرهائن ويمنعونهم من المغادرة لإحراج السلطات، إذ كانوا مدججين بالأسلحة االبيضاء والعصي وبنادق الصيد، وانصب هدفهم في البداية على منع الذروع البشرية المكونة من الأطفال والنساء والمسنين المستقرين في الصف الأول من الخيام من الفرار في حالة تدخل قوات الأمن.
حاولت السلطات تفكيك مخيم اكديم إيزيك في البداية، وسخرت قوة عمومية بسيطة، إلا أنها عند الوصول إلى المخيم فوجئت بتكاثر الخيام وتجاوز المعتصمين الثلاثمائة، فعدلت عن المحاولة بعدما انتبهت إلى وجود نساء ومسنين وأطفال في الصفوف الأمامية.
وفي مساء اليوم نفسه عقد والي العيون اجتماعا مع الشيوخ والأعيان والمنتخبين وبعض فعاليات المجتمع المدني لدراسة الوضع، إذ عبرت السلطات المحلية عن استعدادها للاستجابة للمطالب الاجتماعية للمعتصمين، شريطة احترام مبدأ المساواة والشفافية والاستحقاق.
المصطفى صفر
No comments :
اضافة تعليق
الرجاءالتعليق باللغة العربية الفصحى